ينقل عن القدماء من أبناء قبيلة النقبيين بأن اسم خت مشتق من اسم القبيلة (ختعم أو خثعم) ومن العرب من يلفظ حرف الثاء تاء.
وقيل أنه نظراً لما اشتهرت به خت من عيون المياه وهي عصب الحياة وكثرةالخيرات بها من محاصيل النخيل والزراعة والمواشي أصبحت المنطقة هدفاً للطامعين من القبائل الأخرى والذين سعوا إلى الاستيلاء عليها، وبذلك كان لزاماً على أبناء القبيلة تأمين منطقتهم والحذر من غدر الطامعين لذلك ترقبوا كل غريب وأنشأوا المكامن الدفاعية ليلاً على أطراف المنطقة ومداخلها، ولعدم تمييزهم لكل قادم إلى المنطقة ليلاً ينادى عليه للتعرف على هويته، فإذا كان من أبناء القبيلة نطق بكلمة السر (خت) ويترك ليمر بسلام ، وإن كان غريباً يتم إيقافه والتعرف على قبيلته وسؤاله عن غرضه ومستضيفه في القبيلة لكي يتم السماح له بدخول المنطقة، وإن لم يتم التعرف عليه يمنع من دخول المنطقة ليلاً ويبقى خارج حدودها حتى الصباح لكي يبث أميرالمنطقة بأمره عند صلاة الفجر.
وعلى ضوء هذه اليقظة سلمت منطقة خت وبقيت طيلة هذه القرون تحت سيطرة النقبيين. وشأن منطقة خت شأن مناطق قبيلة النقبيين ، لذلك ترى كثرة الحصون والقلاع في مناطقهم حيث أنهم بنوا العديد من القلاع والأبراج حتى في مزارعهم ونخيلهم.
ومن أمراء المنطقة حالياً عائلة قوم بن علي وهم من بني منصور كما يذكر كبار السن قديماً بأن كان من أمراء المنطقة عائلة قوم بن خصيف وعائلة قوم بن سليمان ( ومنهم حالياً عائلة الباكورة ) ولهم أملاك في الجبال ووادي نقب وفي منطقة خت والفحلين٫
موقع منطقة خت :
تقع خت في القسم الجنوبي الشرقي لإمارة رأس الخيمة وتبعد عنها حوالي 35 كم، وهي إحدى أهم المناطق السياحية في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تحتضن أروع الينابيع الكبريتية المتمثلة في عيون خت.
كانت خت في القديم منطقة شاسعة محاطة بسور كما ذكره أجدادنا ، وتركز العمران والسكن في منطقتان الحارة الشرقية وهي التي تقع فيها عيون خت، والحارة الغربية. ثم توسعت الحارة الشرقية وانتقلت الى جهة الشمال وهي تعرف بالحارة الشمالية و بها منزل أمير المنطقة حاليا.
الحارةالشرقية :
و هي التي تحدها سلاسل الجبال من جهة الشرق وأشجار النخيل من الغرب والشمال اشتهرت بينابيع المياه الكبريتية والتي كانت وجهة الكثير للاستشفاء ، كما يقع فيها من جهة الشـمال (الصنم) ويسمى معبد النار وهو قبر لأحد ملوك الفرس في الأزمنة السابقة يسمى (برقان).
وقد بنيت بها مدرسة خت الابتدائية عام 1966م والتي حولت في ما بعد الى روضة أطفال. ثم انتقل سكانها للحارة الشمالية بسبب ضيق المكان وبناء المساكن الشعبية في تلك المنطقة وذلك في عام 1979م وقد أنشئ بها منتجع عين خت السياحي عام 1982م. وفي عام 2000م أنشئ بها مركزاً للشرطة ، كما تم إنشاء فندق خت على سفح الجبل من جهة الشرق والذي تم افتتاحه عام 2006م ، وتضم الحارة الشرقية ثلاثة من أهم الأبراج ، وتسمى محلياً) بري) .
برج المدينة :
يقع بالقرب من فندق خت السياحي.
برج النقبي :
يقع في وسط الحارة الشرقية.
برج بني عنبر :
ويقع في الشمال الغربي من الحارة قرب البيوت الشعبية الحديثة، كما يوجد في جهة الغرب من هذا البرج مسجد قديم بني منذ قرون من الطين ثم رمم بالحصا والجص ويسمى باسم مسجد بن عنبر
الحارة الغربية :
وهي منطقة زراعية يقع غربها سهول شاسعة وكان يزرع فيها القمح في منطقة البسطة واللتي كانت تروى بواسطة فلج الثقاب ومياه الأمطار بالإضافة الى أشجار النخيل والحمضيات وكان بها مزارع نخيل لسمو الشيخ / محمد بن سالم القاسمي رحمه الله وكان له حصن يسكن به أثناء زياراته لخت ، وبعد وفاته رحمه الله قام صاحب السمو الشيخ صقر بن محمد القاسمي رحمه الله بإزالة ذلك الحصن وتحديث مزارع النخيل ، كما تقع فى جنوب المنطقة مزرعة اللسيلى التابعة لسمو الحاكم رحمه الله والتي كانت محطة للتجارب الزراعية إبان التواجد البريطاني في المنطقة , وللمزرعة فلج خاص يرويها ، ثم حفر بها بئر إرتوازية تدفقت مياهه على السطح.
كما يقع في غرب الحارة الغربية أحد التلال ويسمى (ند الزباء (
كما إحتضنت مدرسة خت الإعدادية للبنين وكذلك مركز خت الصحي، وحديثاً أقيم فيها مصنع خت للتمور.
وقد سكن في الحارة الغربية قديماً (شاهين بن سلطان العواني) شيخ قبيلة العوانات ، وكان له حصن إلا انه هدم على يد أحفاده فيما بعد ، وكان للعوانات حصن آخر في منطقة البسطة يسمى (صوغه) إنهدم كذلك ، وكانت لهم فيها مزارع للنخيل ولايزال بعضها كما كانت مصيفاً مفضلاُ لقبيلة الزعاب والذين يوجد لهم فيها الكثير من مزارع النخيل .
ولا يزال بها برج خت شامخاً ويقع في مدرسة خت للبنين التي أصبحت حالياّ مدرسة البستان للتعليم الأساسي ح1 / للبنيين.
الحارةالشمالية :
وهي المنطقة الممتدة من شمال الحارة الشرقية الى منطقة أم سديرة باتجاه منطقة البسطة غرباً، وكانت منطقة زراعية ورعوية وقد انتقل إليها سكان الحارة الشرقية بعد بناء المساكن الشعبية بها وذلك عام 1979م ، ثم بني بها مدرسة رفيدة الإعدادية للبنات وكذلك روضة الينابيع ويوجد بها الجامع الكبير و منزل أمير خت سعادة/ محمد بن راشد بن علي النقبي.
عيون خت :
هي عيون مياه بركانية قديمة لا يعلم تاريخ تفجرها من الأرض و يلاحظ بروز الصخور البركانية منها و تصل درجة حرارتها أربعين درجة مئوية، ولشدة حرارتها كان يشاهد بخار المياه في الشتاء من عشرات الكيلومترات، و توجد في خت ثلاث عيون قديمة رئيسية.
1- عين مزون :
وتسمى بالعين الجنوبية ، وتقع في الجزء الجنوبي من الحارة الشرقية مقابل مركز شرطة خت. سميت بهذا الاسم نظراً لاعتمادها على مياه الأمطار ، وكانت ينابيعها بارزة للعيان. كما قام الشيخ سلطان بن سالم القاسمى رحمه الله بحفر عين مقابلها من جهة الشمال سميت باسمه وكذلك تسمى بالشرح. وذلك في بداية القرن العشرين. وقد تكفل رجال قبيلة النقبيين بالحفر على نفقة سموه.
2- العين الشمالية :
وتقع في شمال الحارة الشرقية وكانت مخصصة للرجال.
-3عين النساء :
وهذه العين مجاورة للعين الشمالية من جهة الغرب، وهي مخصصة للنساء فقط.
وهاتان العينان (العين الشمالية وعين النساء) يضمهما منتجع عين خت حالياً.
4- العين الباردة :
وتسمى كذلك بعين سلطان بن سالم، وهذه العين قريبة من العين الشمالية. وحفرت العين الباردة إبان حكم الشيخ سلطان بن سالم القاسمي رحمه الله في بداية القرن العشرين. ولكنها لم تنال شهرة مثيلاتها بسبب برودة مياهها .
وبحكم ما أنعم الله به على خت من توفرالمياه التي هي شريان الحياة فقد عاشت فيها بعض العوائل من قبيلة الحساسنة وبعض العوائل من سلطنة عمان .
أهم الأودية :
-1 وادي سقيل: – و يقع في جنوب منطقة خت.
2- وادي يهور: – و يمر بجانب برج المدينة ويتوسط الحارة الشرقية ومنها الى مزارع النخيل.
3- وادي القليعة: – و يفصل بين الحارتين الشرقية والشمالية.
4- وادي وعب: – و يقع في شمال منطقة خت.
و تولى إدارة شئون القبيلة في منطقة خت الأمير / راشد بن علي النقبي و بعد وفاته خلفه ابنه / علي بن راشد النقبي .
و حالياً أبنه الأمير / سعادة محمد بن راشد بن علي بن منصور النقبي.
هو أصغر أبناء راشد بن عليّ بن منصور النقبي رحمه الله، كما أنه نال النصيب الأكبر من التعليم بين إخوانه، و يعتبر من المؤسسين لأسلوب التعليم الحديث على مستوى منطقة خت.
ولد في منطقة خت عام 1946م و تربى على يد والده، و بدأ دراسته عام 1952م و هو في السادسة من عمره حيث تلقى دراسته على يد المطاوعة (الكتاتيب) لمدة سنتين، حفظ فيها القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، بعدها واصل دراسته في المدرسة القاسمية برأس الخيمة وذلك عام 1954م ، ودرس الصف الأول الابتدائي إلى الصف الخامس الابتدائي .
في عام 1959م سافر إلى دولة قطر و هناك درس في مدرسة صلاح الدين الأيوبي من الصف الخامس الابتدائي إلى الصف السادس الابتدائي، و في عام 1960م أكمل دراسته في المعهد الديني الثانوي في قطر و درس الصف الأول الإعدادي إلى الصف الثاني الثانوي ثم عاد إلى رأس الخيمة عام 1966م .
و بعد استقراره في خت كلفه صاحب السمو الشيخ صقر بن محمد القاسمي حاكم إمارة رأس الخيمة رحمه الله القيام بتدريس أبناء منطقة خت و المناطق المجاورة لها القرآن الكريم و الأحاديث النبوية الشريفة و ذلك في جامع خت لمدة سنة واحدة ، بعد ذلك استأجر له بيتاً ليواصل تعليم الأبناء ” بيت أحمد بن هاشم” و ذلك في سنة 1967م.
بدأ يدرس البنين والبنات الدراسة النظامية بثلاث مواد و هي:
التربية الإسلامية
اللغة العربية
الرياضيات
وكان معه من ضمن المدرسين الأستاذ عبدالله عفانه (فلسطيني الجنسية) ، و في نفس السنة أمر صاحب السمو الشيخ صقر بن محمد القاسمي حاكم إمارة رأس الخيمة رحمه الله ببناء مدرسة من عشرة فصول ضمنها الإدارة.
في سنة 1968م انتقلت الدراسة من البيت المستأجر إلى المدرسة الرسمية و تم تدريس المواد الأساسية (التربية الإسلامية، اللغة العربية، الرياضيات ، العلوم، و الجغرافيا، و التربية الوطنية و التاريخ)، حيث عين المدرسين حسب الاختصاص و سميت المدرسة بمدرسة (خت المشتركة) ، و شمل التدريس البنين والبنات من الصف الأول الابتدائي إلى الصف الأول الإعدادي. و قد عين المذكور مدرساً للغة العربية و بقي في مهنته حتى عام 1980م
و في عام 1980م تم الانتهاء من بناء مدرسة جديدة في منطقة خت الغربية حيث فصل البنين عن البنات و أبقوا البنات في المدرسة السابقة والبنين في مدرسة خت الإعدادية وفي هذا العام رقي المذكور من مدرس لغة عربية إلى وكيل مدرسة و بقي لمدة 6 سنوات.
وفي سنة 1987م رقي مديراً للمدرسة ، و في هذا العام عين عضواً للمجلس البلدي و بقي لمدة 12 سنة ، و في هذه الفترة كان رئيساً لجمعية المعلمين برأس الخيمة لمدة 5 سنوات و كان عضواً بنادي رأس الخيمة الثقافي الرياضي و استمر في عضويته لمدة 5 سنوات.
و في سنة 1989م أصبح أميراً لقبيلة النقبيين في منطقة خت بعد وفاة أخيه و شقيقه الأكبر الأمير علي بن راشد النقبي رحمه الله، و لا يزال أميراً لهذه المنطقة و في منصبه حالياً.
و في سنة 2003م عين عضو للمجلس الوطني الاتحادي لمدة دورة كاملة إضافة للوظائف التي تقلدها في الفترة الماضية كان معرفاً رسمياً في وزارة الشؤون الاجتماعية لمنطقة خت و خطيباً لمنطقة الفحلين بالفترة التي كان أخيه و شقيه الأكبر خطيباً في جامع خت إلى أن توفى رحمه الله ، ثم أصبح خطيباً في جامع خت إلى وقتنا الحالي.
و قد حج المذكور أربع مرات ، و كانت أول حجة له عندما كان عمره 15 عام و ذلك عام 1961م تقريباً .
عوائل النقبيين في منطقة خت:-
عائلة بني علي ، عائلة الباكوره ،عائلة بن هاشم ، عائلة بن الدرع ، عائلة بن حمود ، عائلة سعيد بن خميس ، عائلة حميد بن راش، عائلة سالم بن سعيد ،عائلة الصمصوم و راشد بن حمدون، عائلة محمد بن علي بن سليمان ، عائلة مفلح ، عائلة بن ربيع ، عائلة بن لعضيلي ، عائلة العقيد ، عائلة لحليو . عائلة بن حسون ،عائلة بن علي عبيد ، عائلة عبيد بن ضاحي وعائلة بن شبط وعائلة بن أعبود واسماعيل و العطيوي ويوجد أيضاً بعض القبائل من الحبوس والشحوح وتربطنا معهم صلة نسب وجيرة.