تقع منطقة دبا الحاير حالياً في  ولاية دبا  التابعة لسلطنة عمان، وكانت في السابق تتبع حكومة القواسم في الشارقة. أسسها النقبيون منذ القدم ، وحكمها في بادئ الأمير/  (سعيد النقبي)، وقد كانت أماكن استقرارهم في الجبال في مناطق مثل ( الصبان، الصحصحة، الييمة ) والتي تسكنها حالياً بعض قبائل الشحوح  ، وبعد وفاة الامير/ سعيد تولى الحكم من بعده ابنه الأمير (لخميسي بن سعيد) ، وكانت  قلة من النقبيين تسكن في منطقة كرشة آنذاك

سبب التسمية:

يطلق لغوياً على المناطق القريبة من الجبال مسمى الحاجر ويطلق على بعض المناطق بها أيضا الأسماء التالية (الخبه،  حلق الوادي ، المقطع ، سقطة ، خب النقبي).

 سعت قبيلة النقبيين لتأسيس الأبراج و القلاع ، وبنيت تلك القلاع في وسط منطقة الحاير و على أرض مستطيلة ، على كل زاوية قلعة وتم وصل تلك القلاع بسور عالي ومنازل لتأوي الأهالي وقت الحروب ،كما توسط ذلك البناء بيت الامير وهو عبارة عن قلعة بالاضافة الى بئر للمياه ،  واليكم تفاصيل تلك القلاع:-

القلعة الأولى تسمى (سيبة الصباح) وبنيت في جهة الشمال الشرقي  ، وسميت بذلك الاسم  لبرزة الأمير وجلوسه كل صباح، وقد أحكم بنائها و كانت كبيرة الحجم. وكان يستقبل بها جماعته ويتشاور معهم في شؤونهم وشؤون البلاد، بالإضافة إلى استقبال ضيوفه و مهنئيه في الأعياد والمناسبات والاحتفالات. أما في وقت الحروب والشدائد فتكون سكناً وملاذاً لعوائلهم وأموالهم وأقواتهم وذلك لحصانة القلعة وامتناعها عن الأعداء، ولا تزال أطلالها بارزة حتى الآن.

القلعة الثانية تسمى (قلعة منصور) وبنيت في الجنوب الشرقي ، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ منصور بن علي النقبي الذي تبرع بماله لبناء هذه القلعة وأشرف على بنائها بنفسه.
القلعة الثالثة تسمى (قلعة الحارة) وبنيت في الجنوب الغربي .

القلعة الرابعة تسمى (قلعة الشريشة) وبنيت في الشمال الغربي ، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى شجرة (شريشة) اقتلعت وبنيت القلعة مكانها.
كما تم بناء أول مسجد من  الطين في الحارة الشرقية  وكانت تقام فيه الصلوات المكتوبة والجمع  ، وبعد فترة طويلة  بني مسجد آخر من الحصى والجص في الحارة الغربية  على نفقة المرحوم / الشيخ علي بن منصور النقبي ،  وبعدها قام إبنه / الشيخ راشد بن علي بن منصور النقبي ، أميرمنطقة خت رحمه الله  لاحقاً بتجديد بناءه  ولاتزال آثاره حتى الآن  .

كما اهتم النقبيون بحفر آبار المياه وزراعة النخيل وأشجار الحمضيات والحبوب، وقد ازدهرت المنطقة زراعياً وقد أجاد النقبيون في تخصيص تلك المساحات الزراعية  فجزء منها خصص لزراعة النخيل والحمضيات  وسميت مزارع النخيل تلك بأسماء عديدة منها:-

حلق اليل ، الوقنة ، القاعة ، المحروقة ، الحمادية ، وزيروه ، الصياحي ، الحقمية ، أم الهبوب ، طوي المغربي ، الوغفة .
وقسم من الأراضي الزراعية خصص لزراعة القمح والشعير والدخن والذرة والفندال بالإضافة الى الخضروات الاخرى  وسميت تلك المزارع بأسماء عديدة منها:-
أم خبين ، الرباعية ، الطليحي ، اليوية ، القريطة ،  العمبرية ، وادي العريش ، الهمبوة ، ضاحية بنت العبد.
بعد وفاة الامير)  لخميسى بن سعيد النقبي) تولى حكم القبيلة و إدارة شؤونها ابنه الأمير : (سعيد بن لخميسي بن سعيد النقبي) الذي بدأ مسيرته على خطى والده، وبعدها نصب ابنه الأكبر الأمير: (راشد بن سعيد النقبي)  نفسه أميراً للقبيلة بالتشاور مع جماعته  ورضاهم به ، وبقي في حكمه حتى وفاته وبعد ذلك تولى الأمير علي بن راشد بن سعيد النقبي مسؤولية القبيلة في دبا الحاير. وبعد وفاته حكم ابنه (عبدالله بن راشد النقبي)  ونهج نهج والده في الحكم
وبعد وفاته تولى ابن أخيه الأمير (أحمد بن عبدالله بن راشد النقبي) حكم القبيلة  وذلك في عام 1955م  تقريباً، وهو من مواليد عام 1922م تلقى قسطاً من التعليم الديني في صغره  وتعلم القراءة و الكتابة، و تولى شؤون القبيلة وعمره 33 عاماً،  وسار في حكمه على نهج من سبقه فيحكم جماعته وتسيير أمورهم ، وقد ارتبطت فترة حكمه بفترة حكم صاحب السمو الشيخ صقر بن محمد القاسمي رحمه الله، وبقي في دبا الحاير حتى أواخر سنة 1971م.
وعلى  إثر ضم منطقة دبا الحاير لسلطنة عمان انتقل للإقامة  مع جماعته إلى رأس الخيمة (منطقة خت) بناءً على أوامر صاحب السمو الشيخ صقر بن محمد القاسمي رحمه الله وبمعرفة الأمير راشد بن علي النقبي الذي تدخل لحل مشكلتهم عند حاكم رأس الخيمة لأنه أهله وأقربائه وأبناء عمه واستقروا في منطقة خت لفترة من الزمن، و لعدم توفر المساكن في خت  شيد لهم سموه المساكن اللازمة في منطقة سيح العريبي و انتقلوا اليها للسكن في منطقة العريبي

 ومن بطون وأفخاذ قبيلة النقبيين في دبا الحاير:

بني لخميسي ، وبني منصور ، وبني الرشيد ، وبني عامر ، وبني حسون ، وبني الصم ، وبني الراشدوه ، وبني عبيد ، وبني الديو، وبني حمدون ، وبني لعضيلي، وبني ويوي بني حسن ، وبني الربيع ، وبني خصاو، وبني الغصيب، وبني العقيد ، وبني لحليو ، وبني اليتيم ،وبني علي سليمان ، وبني حمايد ، وبني صلبوخ ، وبني حمدين (العزب) ، وبني عبدالله  بن محمد ، وبني الحطب ، وبني خلفان العاقل .

ومن أشهر المواقع والأماكن الأثرية:

1-   سدرة بنت سند:

وهي شجرة سدر كبيرة ومعمرة  ، عمرها أكثرمن خمسمائة سنة  إشتهرت بأسم  / شمسة بنت سند النقبي  – رحمها الله  ، عمها الآمير : لخميسي بن سعيد ،  آلت أليها إرثاً من والدها ،  وهي شمال قلعة  سيبة الصباح  وإكتسبت شهرتها من خلال تجمع أفراد القبيلة  تحتها قبل السلام على الأمير في الأعياد والمناسبات ، وكذلك بقية رجال القبائل والضيوف.

2- غافة الطليحي :

وهي شجرة غاف كبيرة ذات ظل كثيف  تقع في أرض يملكها الامير / راشد بن  سعيد لخميسي النقبي – رحمه الله – شرق قلعة السيبة  ، وهي شجرة معمرة يقدر عمرها بأكثر من خمسمائة سنة  ، وكانت مكان لتجمع سكان المنطقة ورجال القبائل والمناطق المجاورة وخاصة قبل صلاة الجمع والأعياد  .

3-  العرصة:

وهي أرض خالية تقع جنوب شرق القلعة وهي مكان الاحتفالات بالاعياد والأعراس ، ويجتمع بها رجال القبيلة للإبتهاج  بتلك المناسبات.

4- غاف القاع  :

وهي أرض فضاء كانت مملوكة للمرحوم / راشد بن سعيد بن لخميسي النقبي ، وتقع في وسط الحاير ووسط مزارع النخيل ، وقد تركها خالية ليسكنها عامة الناس  من المصطافين وخاصة الذين يأتون من المناطق الساحلية  .